1-    مقدمــة:

ارتبطت كلمة منظومة (System) في أذهان المفكرين والعلماء بطريقة خاصة للتفكير تقتضيها تراكمات المعرفة و التطور المتلاحق في آليات التنقيب ونقل واستخدام المعلومات. وربما أدى استخدام هذا التعبير في مقالات الصحف ومناقشات الساسة والمواطنين إلى تعميق الخلاف بين ما تحمله من دلالات علمية وما يرمز لها في هذه المداولات. "فمن السهل على المرء أن يعلن للعالم أن لديه منظور منظومي ولكن من الصعب التدليل على ذلك باستخدام اللغة، والفكر والإجراءات" (Keating, 2001)، حيث يتعدى ذلك بكثير مجرد استخدام التفكير العقلاني المنطقي المرتب أو الفطرة السليمة(common sense). وقد استخدم مفكرو المنظومة (System Thinkers) هذا المنظور في حل العديد من المشكلات بعد أن تنبأ بأهميته العلماء منذ بداية الخمسينيات حين أشار شيكلاند (Checkland, 1981) -وبعد عشرين عاما من الأبحاث- إلى اعتبار علم المنظومة علم قائم بذاته قادر على حل مشكلات العلوم الأخرى وأوضح أن علم المنظومة يجب أن ينظر إليه بطريقة مختلفة حيث إنه ليس كالعلوم التخصصية التي تعتمد على مجال واحد للمعرفة، إنما هو علم العلوم (Metascience) حيث يحقق استخدام المعرفة المتولدة خلال وعبر العلوم المختلفة. ولذلك ظهر مع هذا الفكر قواعده ونظرياته والتي انتشرت مع تطبيقاته في مجالات العلوم المختلفة. هذا ونتناول هنا عرض أساسيات فكر المنظومة وعلاقتها بموجات استحداث آليات التعليم والتعلم في الإدارة والتعليم.