|
6. الفكر المنظومي: |
|
يمكننا الآن النظر إلى الفكر المنظومي كصفة يتمتع بها التفكير العلمي عندما يتبنى مدخل المنظومة داخل إطار فكر المنظومة، ويصبح أيضا آلية للتفكير لتناول المشكلة بتوظيف مفهوم ولغة ومدخل المنظومة. وتحت مظلة فكر المنظومة ومدخل المنظومة يأتي الفكر المنظومي، والمدخل المنظومي، والمنظومية (systemicity) كمرادفات وصفات للتعبير عن مجال أوسع لتناول المشكلات. وفي جميع الأحوال فإن الفكر المنظومي يهدف إلى حل مشكلة أو تحقيق هدف أو بناء منظومة من خلال رؤية عقلية ونموذج منظومي تحده قواعد منهجية. وإذا كنا نحتاج الآن إلى تنمية ثقافة التغيير فإننا نحتاج إلى مديرين للتغيير، تبدأ تنمية مهاراتهم من مراحل التعليم الأولي من خلال توسيع ملكات الإدراك والتخيل لدى التلاميذ والطلاب ليصبح الفكر المنظومي ضمن البناء الفكري لتشكيل الملكات العقلية لهم. إلى جانب ذلك فإن تنمية مهارات المدير وتشجيعه على تبني الفكر المنظومي يتطلب تنمية اهتمامه بالمعلومات ليحسن تقييم قدرة المعلومات، ويعرف أن التفكير في التطوير والتحول يستند إلى تحليل المعلومات وتمثيل المعرفة، باستخدام نماذج العمليات وتنميط العلاقات المنطقية بين البيانات والعمليات ثم تصميم التغيير. وهي مهارات يجب أن يتعلمها الجميع الآن. ويعطي شكل (5) نموذج مفهومي (conceptual) لدورة تشكيل وتنمية الفكر (بلغة المنظومة) حيث يعرض ذلك من خلال التفاعل بين 5 دورات متماثلة للفكر المنظومي ونظرياته ومنهجياتها والفكر العلمي بنظرياته ومنهجياته. ويساهم التفاعل بينهما في حل وإدارة المشكلات في العالم الحقيقي للمشكلات (ب)، وظهور أفرع جديدة للمعرفة في عالم الفكر (أ)، وتنتقل تأثيرات كل منهما إلى الآخر عبر الأسهم والتي تحمل تفاعلات الدورات التكرارية. هذا النموذج يمكن ترجمته بلغة المنظومة الديناميكية إلى سلوك ديناميكي لقياس انتشار الفكر على المدى الطويل تحت الظروف المختلفة لهذه التفاعلات. |
|
|
|
الآن في ظل هذا التطور المتنامي لفكر المنظومة والذي يستند إلى قاعدة متماسكة من النظريات والتطبيقات، يصبح على مؤسسات التعليم والتعلم في مجتمعاتنا العربية ضرورة الاهتمام بعلوم وتطبيقات المنظومة بالتركيز على مدخل المشكلات أو دراسات الحالة والتي يمكن منها استخراج أنماط التغيير-التحولي المناسب لمجتمعاتنا مع إضافة البعد الثقافي لمجتمعاتنا. فلا يمكننا بأي حال من الأحوال استقدام نماذج جاهزة للفكر المنظومي أو غيره واستخدامها في مدارسنا، ولا يمكن لنا إهمال تأثير البعد الثقافي وتأثيراته المتشعبة على نجاح جهود التغيير في مجتمعاتنا. إننا في ظل التحول العالمي المعاصر في أمس الحاجة إلى مراجعة لمنظومة الإدارة والتعلم في مؤسسات التعليم في مجتمعاتنا مع العمل على تطوير منهجيات مناسبة تساعدنا على اجتياز التحول المطلوب بفاعلية وسلام. وربما يعطينا فكر المنظومة أدوات فعالة لمواجهة هذا التحدي.
|