1-    مقدمــة:

ارتبطت كلمة منظومة (System) في أذهان المفكرين والعلماء بطريقة خاصة للتفكير تقتضيها تراكمات المعرفة و التطور المتلاحق في آليات التنقيب ونقل واستخدام المعلومات.

وقد أدى استخدام هذا التعبير في مقالات الصحف ومناقشات الساسة والمواطنين إلى تعميق الخلاف بين ما تحمله من دلالات علمية وما يرمز لها في هذه المداولات.  حيث يتعدى استخدام كلمة منظومة مجرد استخدام التفكير العقلاني المنطقي المرتب أو الفطرة السليمة(common sense). وقد ظهر الآن ما يعرف بمفكري المنظومة (System Thinkers) وهم هؤلاء الباحثون والتطبيقيون لهذا الفكر.

   لقد أصبح فكر المنظور الآن يعبر عن منظور جديد لحل المشكلات، ويجب أن نعرف أيضا أن حل المشكلات هو أحد مهارات التفكير التي تعمل نظم التعليم على تنميتها.  أي أن فكر المنظومة يقدم طرق جديدة لحل المشكلات وتؤدي بالتالي على تنمية مهارات التفكير. 

هذا الفكر بدأ في بداية النصف الثاني للقرن الماضي وتبلور مع ظهور النظرية العامة للنظم والتي تغذت عليها افكار علم جديد هو علم النظم أو علم المنظومة. هذا العلم يجب ان ينظر إليه على أنه ليس كالعلوم التخصصية التي تعتمد على مجال واحد للمعرفة، إنما هو علم العلوم (Metascience) حيث يحقق استخدام المعرفة المتولدة خلال وعبر العلوم المختلفة. ولذلك تبدأ هذه الوحدة بعرض أساسيات فكر المنظومة وعلاقتها بتطبيقات حل المشكلات